غالبا ما تبدل الأم أو الأب ملابسهما أمام رضيعهما وربما يتحممان معا، أو تجلسه معها على كرسيه إن أرادت الاستحمام وكانت وحدها في المنزل وليس هناك من تترك الصغير معه، وهذا طبيعي جدا، ولا تؤثر على الصغير أبدا إذ تظل فكرة تبديل الملابس أو الظهور عارية أمام صغيرها لا تؤثر على الصغير في سن أصغر من عامين، إذ لا يدرك الطفل بالضبط فكرة التفكير الجنسي ولم يكتشف جسمه بعد بل إنه لا يتذكر ما يراه ولا يستطيع الربط والتذكر. لكن مع ذلك ما هي حدود تعري الأب أو الأم أمام الأطفال؟
يرى الكثير من التربويين وعلماء النفس أن الامتناع عن تبديل الملابس أمام الصغير هي فترة ما بعد العامين، ويرى البعض الآخر أنها في عمر الثالثة أو الرابعة إذ يبدأ الصغير في السؤال عن أعضائه الجنسية وقد يحكي أو ينقل بعض ما يراه أمام الآخرين. ويختلف الأمر حسب إدراك الطفل ووعيه ومعرفته بأجزاء الجسم ومدلولاتها، وكذلك تعويدا له على فكرة الحياء من الصغر، وتجنبا لأي شيء يحكي ما يراه بدون قصد، لذلك يعتبر السن المناسب هو منتصف السنة الثالثة، وربما قبل ذلك بقليل بمجرد تمام الثانية إن لاحظت عليه وعيا وإدراكا مبكرا.
العمر والجنس
تقول الطبيبة النفسانية والمؤلفة كارول ليبرمان بأنه من واجب الأهل وضع حدود واضحة لمسألة العري أمام الأطفال في البيت، «يختلف موعد تحديد وقف تبديل الملابس أو الاستحمام مع الأطفال بالاستناد إلى مرحلة الوعي الجنسي عند الطفل نفسه، ويختلف هذا كثيرا بين الذكور والإناث من نفس الجنس أو من الجنس المختلف».
متى يجب أن يضع الأباء حدا للعري أمام الأطفال؟
عندما يكون الطفل رضيعا، فأنت لا تترددين في خلع ملابسك أمامه أو أخذه معك إلى الحمام أو حوض الاستحمام. ولكن عندما يكبر الطفل إلى حد ما، ويبدأ بالاستفسار عن الاختلافات الجسدية بينك وبينه من ناحية الحجم أو الشكل فعندها يجب أن تفكري جديا بضرورة أخذ خصوصيتك بعيدا عن عيونه. ولكن ما هي الدلائل التي تشير إلى أن الطفل أصبح مدركا للاختلافات الجسدية بين وبينه؟
هل سمعت عن المسرحية التراجيدية «عقدة أوديب»، التي كتبها الأديب سوفكليس Sophocles وتم تمثيلها لأول مرة في القرن 400 قبل الميلاد؟ ويصف بها نبوءة حيث يقوم ابن ملك بقتل أباه والزواج من أمه. وتتحقق النبوءة بالرغم من كل الإجراءات الوقائية التي يقوم بها الملك والملكة. لقد استعار العلماء اسم أوديب لوصف مرحلة مؤكدة في الطفولة المبكرة.
وتوضح الدكتورة ليبرمان قائلة، «من عمر 3 إلى 8 يمر الأطفال «بمرحلة أوديب»، في هذه الفترة تشعر البنات الصغيرات برغبة في سرقة حب وانتباه آبائهن بعيدا عن أمهاتهن، بينما يميل الأولاد إلى سرقة حب وانتباه أمهاتهم بعيدا عن آبائهم». وتوصي ليبرمان في هذه المرحلة، حوالي سن الثالثة بعدم الكشف عن الأعضاء التناسلية أمام الأطفال خصوصا إذا كانوا من الجنس الآخر.
ماذا عن رؤية الأطفال لبعضهم البعض عراة؟
من النصائح المهمة جدا في البداية ألا تعودي نفسك على تغيير الملابس لصغيرك أمام الآخرين في السنة الثالثة، ليتعلم أنه لا يجب أن يراه أحد عاريا، وأن تؤكدي عليه أنه من المهم ألا يسمح لأحد بلمسه إلا ماما وبابا والجدة مثلا إن كان يذهب إليها وحده أو الخالة أو العمة حسب الفرد الذي تتركينه أحيانا معه.
كما يمكنك أن تشرحي الأمر بأن تقولي أن جسمك هذا يخصك، ولا يجب أن يراه غيرك، وأن ماما وبابا يرونه فقط لأنك صغير لن تستطيع مساعدة نفسك في ارتداء الملابس والحمام وهما يساعدانك، وبمجرد أن تكبر ستكون أنت المسؤول عن ذلك. ولا تربطي المكان بالقاذورات أو بالتحقير منه أو بالتخويف أو غير ذلك، حتى لا يصبح بالنسبة له مرتبطا ارتباطا سلبيا، وهو ما قد يؤثر في ما بعد على الإناث تحديدا بعد الزواج في الخجل المرضي حتى من الزوج، وهذا لا ينتفي أبدا مع غرس فكرة الحشمة والحياء. ولا تعودي نفسك على تعرية صغارك أمام بعضهم البعض سواء كانوا فتيات أو فتيان، فالبعض يفترض أن الأطفال لو كانوا إخوة أو لو كانوا من الجنس نفسه فلا مانع. وقد يتعرى صغارك خاصة إن كانا طفل وطفلة أمام بعضهما البعض، أو طفلك مع أحد أبناء عمومته أو خؤولته، وربما يزيد الأمر بين الذكور والإناث بغرض الاكتشاف وفهم الاختلاف بينهما. تعلمي أن تكوني هادئة إن حدث وسأل عن شيء ما أو رآك عن غير قصد أو شاهدته مع طفل آخر عرايا يحاولون ملاحظة جسد الآخر، فالانفعال والعنف يتسبب في ردود أفعال غير سوية للطفل فيما بعد، ويجعله شغوفا لفهم ما منع منه.. اعملي على توجيه الأطفال نحو السلوك الصحيح دون إظهار ما بدر منهم أمام الآخرين أو تأنيبهم عليه.
وتقول ليبرمان، «لا ضير من أن يسمح الأهل لأطفالهم من نفس الجنس برؤية بعضهم عراة، مثلا عند الاستحمام أو في غرف تبديل الملابس أو الحالات المماثلة». وتضيف ليبرمان بأن ذلك القرار يرجع إلى الأهل وما قد يرونه مناسبا بالنسبة للأطفال، ولكن مثلا يجب أن لا يشعر الطفل بأن هناك خطأ كبيرا في رؤية شقيقه عاريا أو بأن في ذلك سرا كبيرا حتى لا يزداد فضوله وتبدأ المشاكل..
ماذا عن الرضاعة من الثدي؟
إذا كنت ترضعين طفلا صغيرا وكان لديك أطفال أكبر سنا منه فلا مشكلة في الكشف عن صدرك أمام الأطفال، بالعكس، من المفيد للأطفال رؤية أمهم ترضع شقيقهم الصغير، لأن هذا يرسخ في عقولهم وظيفة الصدر عند الإناث وعندها سوف يزداد احترامهم للأمهات والنساء ولن يشعروا بالفضول أو الحرمان مثل الأطفال الذين تمنعهم أمهاتهم من رؤيتها وهي ترضع شقيقهم الصغير.
7 مخاطر وحقائق عن تغيير الملابس أمام الأطفال
بعض الأمهات و الآباء يقومون بتبديل ملابسهم أمام أطفالهم و في بعض الأحيان يقومون بالتعري أمامهم والاستحمام معهم، وهذا الأمر لا يشكل أزمة نفسية على الطفل الصغير إذا كان عمره أقل من عامين لأن التفكير الجنسي لم يدر بعد بذهن الطفل ولا يستطيع أن يدرك ماهية ما يراه. وهناك عدة مخاطر وحقائق هامة عن التعري أو تبديل الملابس أمام الأطفال أبرزها:
عند معرفة أجزاء الجسم المختلفة فإن إدراك كل طفل يختلف، كما أن الحياء عند الطفل يختلف على حسب ما اعتاد عليه، ولأنه قد يحكي عما يشاهده للآخرين بغير قصد، فالأفضل عدم التعري أمامه بدءا من سن الثالثة والنصف ولو لاحظ الآباء أن الطفل يعي جيدا قبل بلوغ هذا السن فليبدؤوا في التنفيذ.
يجب على الأم أن تعود نفسها ألا تقوم بتبديل ملابس الطفل أمام أحد آخر حتى يتعود بألا يراه أحد عاريا، ويجب أن تقوم بتعليمه بألا يسمح لأحد آخر أن يلمسه سواها هي ووالده وبقية أفراد الأسرة إن كان معتادا على الذهاب إليهم ورؤيتهم كثيرا.
يمكنك إخباره بأن جسمه يخصه هو فقط وأن والديه يرونه لأنه صغير السن ولا يمكنه أن يعتمد على نفسه بعد لكن بعد أن يكبر ويستطيع سيكون هو الوحيد الذي يراه.
من الأخطاء التي قد يمارسها الآباء بدون قصد أن يحقروا من الأعضاء التناسلية أو يخوفوا الأطفال منها فيرتبطوا بها بشكل سلبي، ولذلك فإننا نرى في بعض الأحيان فتيات يصل بهن الخجل إلى الشكل المرضي بعد الزواج.
لا يجب أن يتعرى الأطفال أمام بعضهم حتى لو كانوا من نفس الجنس أو كانوا إخوة وذلك حتى يعتادوا على الخصوصية وعلى الاحتشام منذ الصغر.
بعض الأطفال قد يتعرون أمام بعضهم بعد ذلك بغرض الاكتشاف ومعرفة الاختلافات بينهم، وقد يحدث ذلك بين الجنسين المختلفين بشكل خاص، وقد يتطور الأمر إلى ما هو أسوأ من ذلك لذلك يجب منع الأمر منذ البداية.
يجب ألا تنفعل الأم وأن تكون هادئة إذا استفسر منها الطفل عن شيء شاهده، لأن ردود الأفعال تؤثر في شخصية الطفل بشكل سلبي فيما بعد وستجعله يود معرفة الأمر بشكل أكثر، لذلك يجب أن تقوم بتوجيه طفلها إلى اتباع السلوك الصحيح بدون أن يتم تأنيبه أو توبيخه.