تحتضن مدينة الدار البيضاء في الفترة الممتدة بين 21 و 24 مارس الجاري الدورة 8 لمعرض كريماي (الملتقى الدولي لمهنيي المطعمة و الحلويات والمواد الغذائية والصناعة الفندقية)، والذي تنظمه مؤسسة “رحال إيفنت” تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وبدعم من المؤسسات الوصية على القطاع والفيدراليات المهنية.
هكذا، أصبح المعرض اليوم ملتقى يحتضن محترفي مهن الفندقة والمطعمة ويوحدهم حول قيم الضيافة وتنوع أذواق الطبخ بالمغرب. ويعد كريماي ملتقى مهنيا استثنائيا، منفتحا على إفريقيا، ويزخر بالطاقة الملائمة لمناخ الأعمال. ويتميز من حيث غايته و ديناميته، علاوة على عروضه، بتتويجه لأفكار ومهارات نسائه ورجاله الذين يبتكرون ويرعون فنون الضيافة بالمملكة.
استنادا إلى الأهداف العامة المتضمنة في استراتيجية 2020، طور معرض كريماي استراتيجيته بتوسيع أنشطته وتعميمها على جميع القطاعات المتدخلة بشكل مباشر أو غير مباشر في قطاع المقاهي والفندقة والمطعمة على الخصوص وفي مجال السياحة بشكل عام.
وباعتباره مواكبا ومساهما مع عارضيه وشركائه، يكشف الملتقى عن التوجهات الرائدة في السوق، ويساعد المهنيين على إيجاد جميع الحلول الضرورية لتشغيل مؤسساتهم وضمان استدامتها. ويهتم المعرض إجمالا بجميع الأنشطة القطاعية التي تدخل في وضع هذه الهياكل، مثل التجهيزات الفندقية، وصناديق الاستثمار المتخصصة في تمويل المشاريع السياحية والترفيهية، والهندسة والتصميم، والتوضيب والأثاث..الخ.
هذه السنة، وتماشيا مع توجهات صاحب الجلالة، اهتم المعرض بجوانب الإيكولوجيا والإنصاف في قطاع مهن الطبخ و الضيافة. هكذا، ستتقاسم أكثر من 700 علامة تجارية مساحة 000 14 متر مربع بفضاء المعرض الدولي للدار البيضاء، وسيكشف الفاعلون الإقتصاديون والمهنيون عن مؤهلاتهم للتميز واستقطاب اهتمام حوالي 000 20 زائر مهني من المغرب ومن الخارج أيضا. كما سيتم على هامش المعرض، عقد ندوات حول الموضوع نفسه بشراكة مع مختلف الفيدراليات المهنية التي ستستند بالأساس على عرض وتكوين حول المراجع، والمعايير المعمول بها والسلوكيات الجيدة في مجال الإيكولوجيا، اقتصاد الطاقة والإنصاف…
وفي محور آخر، فإن ما يجعل معرض كريماي تظاهرة فريدة ووصفة نجاحه مستدامة، هو انعقاد ملتقى رؤساء المطابخ على مدى أربعة أيام بحضور أكثر من 200 رئيس مطبخ في جميع التخصصات، من خلال عشر مسابقات وطنية وإفريقية تشرف عليها لجنة تحكيم مرموقة على المستوى العالمي. وبالنسبة للمنتخبات القارية، ستشهد هذه التظاهرة مشاركة 8 دول إفريقية في الدورة الثالثة لكأس إفريقيا للخبز منها: المغرب، الجزائر، تونس، مصر، غانا، الكوت ديفوار، مالي و بوركينافاصو.
و بالنسبة للمسابقات الوطنية، سيشارك المؤهلون من الدوريات الجهوية لرؤساء المطابخ التي نظمت في أربع جهات بالمملكة، للتباري في المسابقة الوطنية النهائية عبر الدوري الرسمي لرؤساء المطابخ «طوك دور»، وذلك لحجز مقعد في الفرق الوطنية وتمثيل المغرب على المستوى الدولي. وعلاوة على الجانب الاستعراضي، فقد مكنت هذه المنافسات المغرب من ضمان مكانته في الساحة العالمية في مجال الطبخ، و التألق، إذ في كل سنة، يتوج أزيد من 20 “رئيس مطبخ” يحملون مشعل الطبخ المغربي الذي يحظى بشهرة واسعة وتقدير كبير خلال لقاءات الطبخ العالمية: بطل إفريقيا والشرق الأوسط، جائزة الصحافة المتخصصة لأفضل تذوق في كأس العالم للخبز، جائزة أفضل عرض للبلد في كأس العالم للحلويات، بطل العالم مرتين في مونديال رؤساء المطابخ الجماعية، جائزة أفضل كأس مزين و الميدالية البرونزية في كأس العالم للمثلجات، الميدالية الذهبية في البطولة العالمية للضيافة في دبي، المرتبة الأولى مرتين و المرتبة الثانية مرة واحدة في جائزة القبعة الذهبية بباريس، جائزة الإتقان في الطبخ الفرنسي في مسابقة جوائز باسيون، و الجائزة الأولى في مسابقة القبعة الذهبية للحلويات…
جدير بالذكر، أن معرض كريماي بدأ مسيرته لمواكبة مختلف الأوراش السياحية بالمملكة والإسهام في الرفع من مستوى معايير الجودة في هذا القطاع والمساهمة في تأهيل الرأس مال البشري والتقني لمختلف هياكل قطاع المقاهي والفندقة والمطعمة بالمغرب الذي يضم الآن من بين شركائه، الكونفدرالية الوطنية للسياحة، الفيدرالية الوطنية للصناعة الفندقية، مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، معاهد السياحة والفندقة، جهة الدارالبيضاء الكبرى، و”المغرب تصدير”، والمكتب الوطني المغربي للسياحة.