الجمعة , يونيو 21 2024
أخبار عاجلة

أمانة الحياة

بقلم/همت داود

في هذه الحياة وعلى طريق العشق، سنعيش الحياة فعلا بكل تفاعلاتها بين الصواب والخطأ، بين الفرح والقلق، بين الخوف و الرجاء، لكن علينا أن نعي جيدا أن هذه التفاعلات التي نتقلب فيها هي حركة ديناميكية لاستمرار الحياة، فنعي حق الوعي اساليب ومعايير التفاعل ومقاييسه وآليات التعامل معه مما يسفر عن اكتساب مهارات التواصل الاجتماعي والتفكير الجيد الذي يجعلنا أكثر اطمئنانا وأكثر احتواء لذواتنا وأكثر تجاوبا وأكثر فاعلية داخل مؤسسات المجتمع الذي نعيش فيه، ونكون أكثر تأثيرا لا تأثرا.
في هذه الحياة وعلى طريق العشق، يعتبر الإدعاء بالسعادة خارج إطار السلام الداخلي وهم وكذب على النفس، والرفق بالنفس جزء من الاحتواء الذاتي والتماهي مع الحياة، ولهذا علينا أن نحب ونرافق وتصاحب وتحتوي من يحتوي مشاعرنا، ومن يجعلنا نبتسم من أعماق النفوس ونستنشق البسمة والضحك بقدر ما نتنفّس الهواء، بل نتنفس الفرح ونستشرف السرور، وعلينا ان ننشر الحب في كل حي ونكون نحن لمن حولنا ماء الحياة التي قال فيها الله تعالى :” وجعلنا من الماء كل شئ حي “.
في هذه الحياة وعلى طريق العشق، يكون الشكر والامتنان شعبة من شعب الإيمان، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله تعالى، وعليه يجب أن نكون بالشكر الجزيل لمن اسدى معروفا شاكرين، وبالامتنان بين الناس سائرين، ولنحب ما نعمل بكل معايير الحب، و لنعمل ما نحب بكل انواع الحب في الوقت والطريقة التي نحب، ولنشكر من نحب بكل حب.
في هذه الحياة وعلى طريق العشق، نحن نعي أننا جئنا لهذه الحياة برسالة الخيرية والعمارة النافعة، فلنكُن نافعين للخير باعثين وللفلاح رافعين، فإن الله رأى فـينا الخير فاصطفانا للاستخلاف، ويسّرنا لهذه المهمة ويسر لنا كل الخير، و عليه يجب أن نكُون أقوياء بما يكفي لنجتاز كل ما يعيق طريق مهمتنا باقتحام العقبات، ونكون أوفياء بما يكفي لانتظار السعادة التي نستحقها بحسن النوايا وصدق العمل، وعلينا أن نكون السبب في جعل من يحيطون بنا يقتنعون أن دائما هناك خيرا في الناس إلى قيام الساعة، فقد ‏جئنا لهذه الحياة ونحن مهيئين لكل ما يمكننا أن نتعرض إليه من إخفاق و إنكسار، لكننا يجب أن نعي أن الله تعالى لا يحمل النفس إلا وسعها.
في هذه الحياة وعلى طريق العشق، نعلم أن ما نمر به في الواقع يعرضنا لخبرة ثرية ولتجارب ناجحة من حيث النتائج، ومن حيث اكتساب القدرة وتطوير المهارات وصقل الكفاءات، فهذا التطور يقودنا فعلا للنجاح حتى وإن طالت المسافات، فما أجملها من خبرة كبيرة، لهذا علينا أن الإخفاق ليس نهاية العالم، إنما هو بداية لمرحلة جديدة، بل هو جواز ترقية لمرحلة جديدة، ورقي نحو أفاق جديدة وواسعة بعيداً عن الأفق المحدود الذي كان يحيط بنا سابقا، ولنتعلم أن لا نخاف من أي خطوة قمنا باتخاذها، بل نجعلها هي الخطوة التي ستغير كل شيء إلى ما هو أروع وأجمل وأشد شساعة ورحابة.
في هذه الحياة وعلى طريق العشق، فنحن عندما نعتقد أن كل شيء مشمول بلطف الله تعالى، فإن الله تعالى يخلق لنا اسبابا مهمة ومفيدة للاستمرار من جديد، بل سبحانه وتعالى يسخر لنا أشخاصا وسبلا لتستمر الحياة وتنجح المهمة و يهيى لنا كل الظروف التي تجعلنا نعلم أن اليوم الذي نتحمل فيه مسؤولية دورنا الحقيقي في الحياة هو اليوم الذي سنتوقف فيه عن البحث عن أعذار ومبررات، أو نفتعل مشاكل ونضع امام طموحنا عقبات وهمية وواهية كي لا يكون هناك نظام وانتظام في حياتنا، و هو اليوم الذي ننطلق فيه قصد الوصول إلى القمة، و هو أيضا ذلك اليوم الذي سندفع به أنفسنا للأمام نحو التأثير الفعلي والسلس على الوجوه الشارقة المشرقة بالأمل الذي موكول لنا أن نزرعه بين الناس.
في هذه الحياة وعلى طريق العشق، علينا أن نعلم أن الضربة التي لا تقتل تجعلنا اكثر قوة وصلابة، وأن سقطة لا تعني الفشل إنما هي زوال عبء كان على الكواهل فزال بعد تلك النقطة، وعلينا أن نعي أن سقوط ريشة من أعلى السماء لا يعني سقوط الطائر على الأرض فتلك الريشة انتهى دورها في جسم الطائر بل أصبحت تمثل عبئا على ذاته وجسده، فسقوطها حتمي وضروري، بل هو مرحلة جديدة لتغيير وسائل العيش والتعايش مع الحياة.

عن منال شوقي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إلى الأعلى