يوما عن يوم تزداد الحاجة إليها، حتى أضحت لدى الكثيرين من ضروريات الحياة اليومية، إنها الخادمة أو عاملة البيوت، الإنسانة التي أصبحت بطلة عدة قصص لم يكن المرء قبل قادرا على استيعابها، تارة ضحية وتارة جانية، تارة غاضبة وتارة مغضوب عليها.. صفات تختلف من شخصية لأخرى وقصص اختلفت من أسرة لأخرى، واليوم قررنا سردها لكم لتستخلصوا منها العبرة، تفاديا للوقوع فيها من جهة ولاستشعار معاناة البعض من جهة أخرى، هي حكايات إذن لمجموعة نساء اختلفت أعمارهن، شخصياتهن وقصصهن.. لكن القضية وحدتهم «الخادمة بين الجنس بالرغبة والجنس بالغصب»…
ضحايا الظروف….
«الجنس» مشكلة كل الأوساط الاجتماعية، فمن تحرش إلى اغتصاب قاصر، إلى دعارة، إلى قضايا أخرى طفت على السطح، ولازالت تلوح في الأفق بعناوين جديدة في كل يوم جديد، والجنس مع الخادمات أخذ منحيات عدة قد لا تخفى على أحد منا، فالخادمة في منظور بعض أرباب العمل كقطعة من أركان البيت تستعمل متى رغبوا بها وترمى متى شاؤوا، وفي منظور أولادهم خصوصا المراهقين منهم كدمية أوقات الفراغ، ومن واجبها الانصياع لنزواتهم وإلا فالمصير واضح، ويبقى لها حرية الاختيار، لكن المنحى الجديد اليوم أن قلبت الآية، وبعد أن كانت مجنيا عليها أصبحت الجاني، والضحية أطفال في عمر الزهور يستغلون بأبشع الطرق لإشباع شهوات هذا النوع من الخادمات ذوات العقد النفسية أو الكبث الجنسي، وبين هذه الحالة وسابقاتها اخترنا أن يكون محور تحقيقنا لهذا العدد…
أرباب عمل بلا ضمير
قصة «الرحالية» تلك الفتاة ذات السابعة والعشرين ربيعا، مؤكد ستكون عاشتها عدة خادمات بيوت غيرها، تحكي «الرحالية» التي تنحذر من منطقة الخميسات، أن المرة الأولى التي اشتغلت فيها خادمة كان عمرها ثمانية عشرة سنة، اشتغلت لدى أسرة بمدينة مراكش، رب الأسرة تاجر ولديه ثلاث أولاد، الأول متزوج ويقطن وزوجته معهم في البيت، والآخر يكبرها بسنتين، وواحد كان يبلغ من العمر ستة عشرة سنة، تقول «أول مرة أشتغل فيها كخادمة، وأول مرة أتعرض فيها للتحرش كان من طرف الأب في سطح المنزل، وكنت أخجل منه أو حتى معاتبته أو رفض تصرفاته الشاذة، وكان يأخذ مني ما يشاء، بعدها بدأت ألاحظ أن أولاده بدورهم ولاسيما الأصغر يحاولون جذبي عمدا إلى غرفهم»، تقول الرحالية إنها كانت سادجة ولا تعي حقيقة ما يحصل حولها إلى أن وجدت نفسها حاملا، وتجهل حتى هوية الأب من بينهم، فما كان للأسرة إلا أن طردتها وأعادتها إلى الخميسات مسقط رأسها.
كريمة والمراهقين..
أما قصة كريمة فهي مغايرة لقصة الرحالية، وإن اجتمعتا على أمر واحد، فهي ومنذ سن العاشرة إلى يومها هذا حيث تجاوزت السابعة والثلاثين لا تزال تعمل في المنازل، وتقول «حينما كنت في العاشرة اشتغلت لدى أسرة في الدار البيضاء، وكنت ألعب رفقة أولاد مشغلتي، وكبرنا مع بعضنا، وفي فترة المراهقة صرت عرضة للتحرش من طرفهم، وحينما كنت أتكلم أتعرض لكل أنواع الشتائم من طرف الأم التي تتهمني بالكذب على أبنائها، ومنذ ذلك الحين وأينما حللت أجد نفسي عرضة للتحرش الجنسي من طرف المراهقين، اليوم لم يعد لدي مشكل، وبات الأمر عاديا بالنسب لي، بل على العكس صرت أغادر البيت الذي لا أجد فيه من يهتم بي، فممارسة العلاقة الحميمية معهم أصبح أمرا يروقني على عس الماضي.
آدم ضحية خادمة..
في الطرف المقابل للقضية، تروي أم آدم قصة ابنها والخادمة بحرقة، وتقول «لم أكن أبدا أتخيل أن هناك فتيات من هذا النوع، فابني كان في الإعدادية حينها، وبالضبط في السنة الثالثة، والكل يعرف أخلاقه ومواظبته على دراسته، لكن كل شيء تغير ما إن حضرت هذه الخادمة إلى البيت، واستغلت عملي وكوني أقضي معظم الوقت خارج المنزل، فباتت تراوض ابني الذي يصغرها بأزيد من ست سنوات عن نفسه، وأغوته إلى أن بات يقضي كامل وقته في البيت، تاركا دراسته وكل شيء خلفه، والأسوأ أنها كانت تطلب منه جلب ما يعرف بـ «بالمعجون»، وكذلك مشاركتها التدخين، إلى أن أصبح مدمنا هو الآخر، وتعدى الأمر هذا الحد فهي كانت تخبره أن الرجل الحقيقي هو من يسكر ولا ينصاع لأوامر والديه، فلاحظت أنه بات يرفض القيام بما آمره به ويتعمد الصراخ في وجهي أمامها، ولم أكن أفهم شيئا إلى أن علمت بالأمر من جارتي التي يصاحب ابنها ولدي، ويحكي له بفخر مغامراته معها، لم أصدق الأمر في البداية لأني أعرف مسبقا أخلاق ولدي لكني فاجأتهم مرة وعدت إلى البيت مبكرا، فكانت الصدمة أن وجدتهما معا في غرفة نومي ومن الصعقة لم أعرف ما سأفعل، حتى أني أوشكت على قتلها لولا أن ستر الله، وتدخلت جارتي، وإلى الآن ومنذ ذلك اليوم – تضيف أم آدم – لازال ابني متعاطيا للسجائر وتغيرت كل حياته، ولم يعد مهتما بدروسه ومعظم أوقاته مع البنات».
الخادمة الأندونيسية وممارساتها الشاذة
عادت السيدة خلود رفقة أهلها إلى المغرب الصيف الماضي قادمة من الدوحة لقضاء العطلة الصيفية، فأحضرت معها خادمتها الأندونيسية لتهتم برضيعها الذي كان يبلغ من العمر حينها سنة وشهرين، وكانت تلاحظ عليه أمرا غريبا، تقول عنه «كنت دائما أستغرب لعدم رغبته في الرضاعة، لا الطبيعية ولا الصناعية، فأخذته للطبيب لكنه قال إن كل شيء طبيعي، وذات يوم وكعادتي حينما أغادر مع زوجي أترك لها الطفل لتهتم به، عدت وزوجي فجأة فكانت المفاجأة فقد وجدتها في غرفتها عارية، ولا أريد تذكر ما كانت تقوم به والرضيع بالضبط، لكن بعدها فهمت سبب عدم رغبة الطفل في الرضاعة، فلا أنا ولا زوجي استوعبنا الأمر، ولا حتى فهمنا ماذا كان يحصل حينها، زوجي كاد أن يقتلها من كثرة عصبيته، لكننا ارتأينا إلى إرجاعها إلى أهلها في أندونيسيا وكان درسا تعلمته أن لا أدخل غريبا إلى منزلي وأن لا أبقي طفلي بعيدا عني.
المغاربة يتهمون الخادمة ويلقون اللوم عليها..
يرى حسام الدين، موظف، أن الخادمة صارت من أساسيات الحياة، وعن ذلك يقول «لا يمكن لأحدنا نكران أن وجود الخادمة أمر ضروري، خصوصا اليوم، ومع تكاثر الأعمال اليومية للزوجة سواء كانت عاملة أم ربة بيت، فمن الصعب الاهتمام بالبيت والأولاد وتربيتهم ومراقبة دراستهم والزوج وحاجياته، وفي الوقت ذاته الطهي والتنظيف وغيره، فالمرأة لها خصوصياتها وحقوقها في البيت وتحتاج لوقت خاص، تسترجع فيه أنفاسها، لذا فتواجد الخادمة أضحى أمرا مهما وضرورة لا مفر منها، لكن المشكلة هو أننا بتنا نلاحظ ندرة الخادمات، في البداية كانت تأتي من البادية لتشتغل، أما اليوم ومع دخول الحضارة في بعض القرى وتعلم الفتيات القرويات صرن يطمحن بغد أفضل، بالتالي نقصت نسبة عاملات البيوت من جهة، ومن جهة أخرى بثنا نرى نوعا جديدا من «عاملات الموقف» اللواتي صرن يتفقن مع المسؤول عليهن، يأخذ أجرا بعد تسليم الخادمة وفي حدود يومين تشعلن مشكلات عمدا مع أحد ما في المنزل أو لا يقمن بالمطلوب منهن بشكل جيد، ليقوم المشغل بطردهن أو في معظم الأحيان تهربن وتعدن من جديد للموقف لتتقاضين والمسؤول أجرا آخر من شخص جديد..» ويضيف «وأما بخصوص علاقتهن بالجنس، فأنا أصر على أن الخادمة التي تحافظ على أخلاقها في البيت مستحيل أن يقربها رب الأسرة ولا حتى الأولاد، بل على العكس سيقدرونها، لكن بعض الخادمات اتجهن لهذه السلوكات قصد إثارة أرباب العمل واستدراجهم للحصول على ما يرغبن به».
فيما يصر معاد، طالب في كلية الاقتصاد، على أن شباب اليوم واعين ومتحضرين، ولم تعد الفتاة بالنسبة لهم مجرد علاقة حميمية، خصوصا إن تعلق الأمر بخادمة، لكنه إن رأى أنها تحاول جذبه عن عمد فمؤكد أنه قد يتجاوب معها، وهي مسألة طبيعية، أما أن يعتدي عليها بالغصب أو يتحرش بها فهذا أمر مستبعد أو نادر بالنسبة لشاب يدرس أو يشتغل مع فتيات من مستوى عال وراق، ومؤكد له علاقته الخاصة».. لهذا يرى معاد أن كل حالات العلاقة بين الخادمة ومشغليها تكون هي الطرف الأساس والسبب الرئيس وراء إقدام المشغل على التحرش بها.
وتقول بثينة، ربة بيت، «بصفتي أنحذر من مدينة فاس والمعروف على ساكنتها أنه من المستحيل أن تقوم خادمة بالطهي، إذ تكتفي بأعمال البيت فقط.. أما أنا فصعب ومستحيل أن أتقبل إنسانة غريبة في بيت ولا حتى أن تقترب من أولادي وزوجي، كيفما كانت، فمع كل ما أصبحنا نسمعه من قصص الخادمات اليوم والذي بات يثير الاشمئزاز والخوف، صرنا لا نتقبل وجودها في المنزل، فكم من خادمة أدخلت مشغلها للسجن بدعوى التحرش، وكم واحدة قتلت طفلا رضيعا، وكم من أخرى أغوت المراهقين والزوج معا.. فلم إذن أقبل على نفسي هذا الأمر، وأنا كفيلة بالاهتمام ببيتي وزوجي وأولادي، حتى أنني تخليت عن العمل في سبيل راحتهم».
غيض من فيض
ونحن نقوم بجمع خيوط هذا التحقيق صدمنا بالكم الهائل من القصص والأخبار التي من الصعب على العقل استيعابها، قصص عن خادمات استغلين أطفال مشغليهن جنسيا أبشع استغلال، ومن هن من كن ضحايا لنزوات مشغليهن وأبنائهن المراهقين، واللواتي انتهى بهن الأمر إما الحمل أو الإجهاض أو التعذيب والهرب.. وبين هذا وذاك لا يسعنا القول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل..
رأي الاجتماع ذة. فاطمة الزهراء حدادي باحثة في علم الاجتماع
بعض المشغلين يعتبرون الخادمة جزء من ممتلكاتهم.. وبالتالي يمارسون عليها جل أشكال التعذيب بالأخص التعذيب الجنسي..
بالنسبة لموضوع الخادمة فهو مقسم إلى شطرين، الشطر الذي تكون فيه مجنيا عليها، والشطر الثاني حيث تكون الجاني، ويمكن تفسير الشطر الأول إلى أن الأنا التي تغلب عادة على أرباب العمل تكون العامل الأساسي وراء بروز هذه الظاهرة، حيث أن هناك بعض المشغلين يعتبرون الخادمة جزء من ممتلكاتهم، وبالتالي يمارسون عليها جل أشكال التعذيب، بالأخص التعذيب الجنسي الذي يتمثل في غالبية الأحيان بالاغتصاب، أو التحرش الجنسي، وفي بعض الحالات يصبح مجالسة المشغل من اختصاصاتها أو واجباتها الضرورية وإلا فالمصير يكون واضحا وهو الطرد، ولأن الخادمة ليست مختارة في عملها وتكون ضحية لأسرتها التي لا تفكر إلا في الراتب الشهري تضطر غالبا إلى القبول، وهكذا تصبح لديها المسألة عادة وليست بالغريبة، والشطر الثاني الذي أسلفنا الذكر عنه حينما تتحول الخادمة إلى جاني، والضحية في حالات عدة هم الأطفال، لأن الأمر لا يقتصر فقط هنا عند الاستغلال الجنسي من لدن الخادمة للطفل كما يعتقد الكثيرون، فالخطورة قد لا تبدو بالوجه الحقيقي كما تبدو عليه اليوم، المشكل أن الطفل لديه قدرة خيالية في تذكر الأمور حتى ولو لم يتجاوز سنته الأولى، وكل ما يستشعره اليوم أو ما يمارس عليه يتحول تدريجيا ليصبح من أساسيات شخصيته، وأمر الاستغلال الجنسي الذي قد يمارس عليه سيصبح مشكلة حقيقية لديه حينما يكبر، وهنا تبدأ تجليات العقد بالظهور، وقد يصبح مدمنا على الاعتداء على الأطفال في الكبر، أما بالنسبة للمراهقين فالأمر أصعب، فمراودة الخادمة للمراهق وجعله يقبل على بعض الأشياء الجنسية قبل أوانها مشكلة حقيقية، فبمجرد مغادرتها البيت ستبدأ المشاكل الجنسية للمراهق وتتحول نظرته للأنثى إلى نظرة جنسية فقط، قد يدخل في مغامرات وعلاقات غير شرعية، وفي حالة عدم توفرها سيتحول الأمر إلى العادة السرية التي أتبث الأطباء خطورتها، خصوصا بالنسبة للأطفال والمراهقين، لهذا ننصح أولياء الأمور بضرورة الانتباه لأولادهم ومعرفة مدى خطورة الموقف وما قد ينتجه تواجد خادمة غير مسؤولة في البيت.
افضل قصص جنس حلوه جدا
القصص دي جامدة جدي نريد ان تضيفو قصص احسن وابرز ويكون فيها امهات تجعل اولادهم ينكوها