مجلة أسرة مغربية أول مجلة تعنى بالأسرة المغربية
د. محمد الشباني: وضع الماكياج في الصيف وتعريضه للشمس يؤدي إلى ظهور التجاعيد مبكرا على الجلد واحتراقه..
يأتي فصل الصيف وتأتي معه أمراض مختلفة، منها ما يصيب الجهاز الهضمي، وأخرى الجهاز العصبي ومراكز التحكم في الحرارة، وثالثة تصيب جهاز الجلد فتتسبب في مشكلات جلدية مزعجة. وتعتبر الأمراض الجلدية المرتبطة بأشعة الشمس والحرارة والعرق من أكثر الأمراض في هذا الفصل، إحراجا وإزعاجا بالنسبة للأطفال الصغار وكبار السن، كما أن مشكلات البشرة عند النساء تشكل نسبة كبيرة من بين المترددين على عيادات الأمراض الجلدية صيفا فما هي أهم المشاكل الجلدية؟ وما هي أسبابها؟ وكيف يمكن الوقاية منها؟ كل هذه الأسئلة سيجيبنا عليها الدكتور محمد الشباني طبيب عام.
ما هي أهم المشاكل الجلدية التي تحدث في فصل الصيف؟
من أهم المشاكل الجلدية التي تحدث في فصل الصيف نجد:
أولا، حروق الشمس: تبدأ حروق الشمس بظهور احمرار في الجلد وبعد ذلك تورم بسيط مصحوب بحرقة، ثم تحدث فقاعات مائية صغيرة أو كبيرة حسب مدة التعرض للشمس وحسب درجة الحرق الذي يحدده لون البشرة، وبعد التعرض المباشر للأشعة تزداد الحالة حدة وألما في اليومين التاليين، الثاني والثالث، وبعد ذلك يبدأ الجلد في التقشير ليعود إلى طبيعته بعد حوالي أسبوع وقد يحتاج المريض إلى استخدام دهان مرطب وفي الحالات الشديدة قد يحتاج إلى استخدام حبوب مسكنة التي يجب أن تتم تحت إشراف طبي.
ثانيا، إكزيما الشمس: هناك بعض الأشخاص يعانون من الإكزيما إذا تعرضوا ولو لدقيقة واحدة لأشعة الشمس العالية، خاصة إذا كان الجلد المعرض للشمس عليه آثار عطور أو ماكياج أو منظفات، وتبدأ الحالة بحكة شديدة ورشح مائي.
ثالثا، الكلف: يظهر الكلف عادة عند النساء المتزوجات نتيجة للتغيرات الهرمونية والفسيولوجية والتعرض للشمس، ولكنه قد يظهر أيضا عند الآنسات وعند الرجال نتيجة تعرض الوجه للشمس مع استخدام بعض الزيوت أو الروائح العطرية.
رابعا، الالتهابات البكتيرية: الالتهابات الجلدية البكتيرية وهي ناتجة عن الإصابة بالميكروبات البكتيرية وهي موجودة على الجلد في كل وقت، ولكن نتيجة التعرق وتسلخات الجلد تجد طريقها إلى الداخل ومن ثم التهاب الحصف الجلدي، وهو التهاب جرثومي في الطبقات السطحية من الجلد يصيب في أغلب الأحيان الأطفال والرياضيين ويظهر على هيئة حويصلات صفراء اللون في منطقة الوجه.
خامسا، الفطريات الجلدية: كما هو معلوم أن الميكروبات الفطرية تنمو في الأجواء الرطبة، ففي فصل الصيف ومع حرارة الجو يزداد التعرق لدى الإنسان فتزداد رطوبة الجلد ومن ثم تزداد الإصابة بهذه الأمراض.
سادسا، الطفح الجلدي: يحدث عندما يتعرض الجسم لدرجة حرارة ودرجة رطوبة عالية، يحدث انسداد في فتحات الغدد العرقية يمنع خروج العرق إلى سطح الجلد، فيتجمع في قناة الغدد العرقية وتنفجر هذه القنوات ويحدث التهاب للأنسجة المحيطة مع ظهور حبيبات صغيرة، وحكة شديدة ناتجة عن هذا الالتهاب.
ما هي أسباب أمراض الجلد الصيفية؟
تكثر العوامل المسؤولة عن الإصابة بأمراض الجلد في الصيف، وتتفاوت بين ارتفاع درجات الحرارة وتلوث الجو وكثرة التعرق وكثرة استخدام المياه وتعتبر أشعة الشمس العامل الأساس المسؤول عن الإصابة بهذه الأمراض، إذ كلما تعرضت البشرة أكثر لأشعة الشمس، كلما باتت عرضة أكثر لأمراض الجلد، وكلما كان لون البشرة فاتحا كان تأثير الشمس أقوى لأن لون البشرة يؤمن حماية لها من أشعة الشمس ويمنعها من الدخول إلى عمق الجلد.
هل وضع السيدات للماكياج صيفا يؤثر سلبا على بشرتهن؟
بالنظر إلى السيدات نجدهن يفضلن الخروج في الصيف وهن يضعن الماكياج وهذه عادة في منتهى الخطورة لأنه تبين أن الماكياج عبارة عن مواد كيماوية عندما تضعها السيدة على جلدها وتخرج إلى الشمس خاصة في فترة الظهيرة تتفاعل هذه المواد الكيماوية مع أشعة الشمس فوق البنفسجية قصيرة الموجة علما بأن المواد المصنع منها الماكياج منشطة للحساسية الضوئية مما يجعلها تسبب حروقا في الجلد والتهابات وظهور البقع السمراء التي تعانى منها معظم السيدات ولهذا نؤكد أن في منتهى الخطورة الخروج في فترة الظهيرة بالماكياج لأن من ضمن خطورة التعرض للشمس لفترات طويلة أنها تسبب عجز الجلد المبكر وظهور التجاعيد مبكرا على الجلد.
هل هناك تأثيرات بعيدة المدى للتعرض لأشعة الشمس ولاسيما في فصل الصيف؟
هناك آثارا على المدى البعيد لأشعة الشمس والإفراط في التعرض لها حيث تحدث بعد سنوات من التعرض المتكرر للشمس ومن هذه الآثار:
-شيخوخة البشرة : الناتجة عن زيادة التعرض لأشعة الشمس ومن المعلوم أن شيخوخة البشرة تنتج عن عوامل داخلية وخارجية ومن أهم العوامل الخارجية الإفراط في التعرض لأشعة الشمس، مما يؤدي إلى ضمور الجلد وظهور التجاعيد على البشرة، وكذلك يؤدي إلى حدوث تصبغات الجلد المختلفة.
-ظهور بعض أورام الجلد مثل سرطان الخلايا القاعدية وسرطان الخلايا الحرشفية وسرطان الخلايا الصبغية والجدير بالذكر أن نسبة حدوث هذه الأورام لدى الناس ذوي البشرة السمراء أو الداكنة تقل، حيث توجد صبغة الميلانين بوفرة في طبقات الجلد السطحية ومن ثم تقي البشرة من أشعة الشمس بإذن الله، ومع ذلك نوصي بعدم الإكثار من التعرض لأشعة الشمس.
كيف يمكن وقاية البشرة والجلد في هذا الفصل؟
يمكن حماية البشرة من الأمراض التي تكثر في فصل الصيف بعدم التعرض لأشعة الشمس بين الساعة 10 صباحا إلى 4 مساء حيث تكون نسبة الأشعة فوق البنفسجية في أعلى مستوياتها في هذا الوقت والأمر الآخر المهم هو تجنب الإطالة في التعرض للشمس، وخصوصا على الشواطئ والمسابح، حيث إن الأشعة فوق البنفسجية تستطيع اختراق سطح الماء إلى عمق 60 سم.
وكذا وضع كريم واق للشمس: هناك عدة نقاط نرجو الاهتمام بها مثلا الكريم الواقي للشمس لا يحمي من الشمس تماما، فيجب الابتعاد عن التعرض للشمس ما أمكن مثل البقاء تحت المظلة أو ارتداء قبعة واقية.
كما أنه من الأمور المهمة في فصل الصيف هو البعد عن الأماكن الحارة ما أمكن وذلك للتقليل من التعرق ومن ثم يقل حدوث الالتهابات البكتيرية والفطرية وغيرها من الأمراض الجلدية الأخرى التي ذكرت سابقا.
أيضا يفضل لبس الملابس القطنية الواسعة والفضفاضة وكذلك الملابس فاتحة اللون ولا سيما البيضاء منها. ونوصي بعدم الإكثار من مساحيق التجميل والماكياج، خصوصا للبشرة الذهنية حيث تؤدي إلى إقفال مسامات الجلد وخصوصا في الوجه.
كما ننصح بتنظيف الوجه بالماء والصابون مرتين يوميا صباحا ومساء قبل النوم، وحبذا لو يكون نوع الصابون لطيفا وغير مهيج للبشرة، ويفضل غسل الوجه عدة مرات بالماء، خصوصا إذا كانت البشرة ذهنية. وبالنسبة للبشرة الذهنية يفضل استخدام السائل المنظف الخاص مرتين يوميا لإزالة الدهون لكي لا تكون عرضة لتكون حبوب وبثور في الوجه.
وللتعويض عن السوائل المفقودة بتناول 8 أكواب من الماء على الأقل يوميا، حيث تعيد هذه السوائل للبشرة رونقها وحيويتها. ونوصي لبس النظارات الشمسية، فهي لا تقي العين فقط بل تحمي الجفون الرقيقة والجلد حول العين من الأشعة فوق البنفسجية، فتقلل من حدوث التصبغات والتجاعيد في هذه المنطقة الحساسة.
