السبت , أبريل 27 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار اليوم / أجهزة الروبوت التي تغلف أغذيتنا ونادرا ما نراها.

أجهزة الروبوت التي تغلف أغذيتنا ونادرا ما نراها.

من الفطائر إلى الحلوى المصنوعة من الجيلي، هناك سلالة جديدة من أجهزة الروبوت الذكية تجهز لنا أغذيتنا. الصحفية فيرونيك غرينوود تكشف عن هذه الأجهزة وتقول إن لها منظرا مبهرا.

في يوليو الماضي، وأثناء جولة لي في أحد مصانع حلوى الجيلي، استوقفني منظر مذهل. لقد رأيت جهاز روبوت كبير فوق حزام ناقل، وكان على شكل عقرب يرقص فوق رزم من الحلوى، ويلتقط كل واحدة منها بسرعة ودقة البشر، ثم يضعها في صندوق.

وكانت الرزم مكدسة بطريق عشوائية، إلا أن جهاز الروبوت ذلك، ومعه جهازين آخرين يعملان على خط الإنتاج، بدوا وكأنهم يعرفون مكان كل رزمة بدقة، وعملوا سويا على تجميعها كلها في ثوان. لقد كانت عملية مثيرة ومدهشة.

وقد تبين أن تلك الأجهزة الآلية استندت إلى تصميم أستاذ علوم الروبوت السويسري، ريموند كلافيل، من مدرسة البوليتكنك الاتحادية في لوزان، ويعرف هذا النوع من الأجهزة باسم “دلتا روبوت”.

وداعا للإجهاد

وتتميز هذه الأجهزة بسرعة لا تصدق، وبإمكانها تغليف الأغذية، وهي الوظيفة التي كان البشر فقط هم القادرون على إنجازها، وتتضمن عمليات الفرز وتجميع أشياء عشوائية، لكن دون الإصابة المتكررة بالإجهاد التي تسببها هذه الوظائف للبشر.

لقد انتقل التشغيل الآلي في صناعة الأغذية إلى ما هو أبعد بكثير من آلات وضع العلامات التجارية البسيطة، والأحزمة الناقلة المألوفة لديك. فالآن، تؤدي الأذرع الآلية الذكية حركات مذهلة، وأعمال تنسيقية ماهرة، وتضع جميع أنواع الأغذية، من قطع الأسماك المجمدة إلى قطع البسكويت، في عبواتها الخاصة.

هذا ليس جانبا تراه كثيرا من عمليات تعبئة الأطعمة المصنعة، ولكنه في كل مكان الآن.

ولمعرفة المزيد عن كيفية عمل هذه الأجهزة الآلية، تحدثت إلى كلاس بنغتسون، أحد مديري الإنتاج في شركة “أي بي بي” السويسرية التي تصنع أجهزة الروبوت “دلتا”، وهي أجهزة ذات قدرة فائقة على التقاط الأغذية.

url-2

تعمل أجهزة الروبوت هذه في مصنع “هانيتوب” للأغذية الخاصة، مع صوت موسيقي يبدو مشابها بعض الشيء لموسيقى فيلم “المهمة المستحيلة”.

فما الذي يحدث بالنسبة للفطائر في ذلك المصنع؟ أولا، تمر الفطائر عبر نفق يحتوى على كاميرا تصور مكان كل ما هو موجود على الحزام الناقل. وترسل الكاميرا المعلومات إلى برنامج إلكتروني يسجل مكان كل من فطيرة من الفطائر.

وإذا كان الطعام الذي يجري التعامل معه قد وضع بشكل ليس مستو، فهناك قابس للبرنامج يسجل زاوية وضعه أيضا، كما يقول بنغستون.

وبدوره يرسل البرنامج الإلكتروني المعلومات إلى الروبوت الذي يمد ذراعه إلى ذلك الموقع ويشغل شفاطا هوائيا صغيرا في آخر ذراعه ويمتص الفطيرة بلطف، وثبات. ثم يلتف حول مركز الحزام الناقل حيث يضع الفطائر في أكوام لتصبح جاهزة للتعبئة، ثم يوقف الشفاط لإطلاق حمولته، ويلتف عائدا للبحث عن الفطيرة التالية.

نسبة الخطأ

وإذا ما صادف الروبوت مجموعة من الفطائر القريبة جدا إلى بعضها البعض، ويكون من الصعب تصفيفها فورا، فإنه يتخلص من الفطائر الزائدة ويضعها في صينية صغيرة فوق الحزام الناقل لاستخدامها فيما بعد عندما تكون الفطائر موزعة على مسافات أبعد.

اعتمدت شركة هانيتوب على تركيبة من أربعة أجهزة روبوت نشرت على طول الحزام الناقل في المصنع، فإذا لم يكن لدى أحد هذه الأجهزة الوقت لالتقاط جميع الفطائر، فإن روبوت آخر سيلتقطها.

وفي المجمل، فإن ذلك الفريق من أجهزة الروبوت بإمكانه رص أكثر من 400 فطيرة في الدقيقة الواحدة. ويقول بنغتسون: “إن هنالك قدرا كبيرا من التكنولوجيا المتطورة لتحقيق الدقة في هذه العملية. وعندما تلتقط الفطائر في خط كهذا، فإذا وقع خطأ ما أو حدثت مشكلة بنسبة واحد في المليون، فإنها تكون نسبة كبيرة.”

أما عملية تعبئة النقانق، وهي نوع من السجق المعروف باسم “سلامي”، فتظهر وضعا أصعب بالنسبة لأجهزة الروبوت، كما يقول بنغتسون. فهناك أربعة أجهزة آلية يعمل كل جهاز منها جنبا إلى جنب في مساحة ضيقة تماما بفضل القيود التي تفرضها مساحة المصنع.

وتلتقط أجهزة الروبوت النقانق بواسطة مخالب آلية صغيرة، وتلقي بها على أغطية بلاستيكية ستغلق حولها فيما بعد. وهذه المخالب كل روبوت له ثلاثة منها لها أجزاء متحركة أكثر من الشفاط الهوائي، وتوقيت فتحها وإغلاقها أصعب من مجرد تشغيل الشفاط وإيقافه.

ويقول بنغتسون: “أعلم أن هذا كان تحديا حقيقيا يتضمن الكثير من الحيل”.

بالإمكان تعبئة الأغذية دون الاستعانة بهذه الآلات السريعة، بيد أن منافع وجود أجهزة روبوت بتلك السرعة والمرونة تفيد في أنه لا يتعين تركيب معدات أخرى لضمان أن جميع قطع النقانق مثلا ستصبح مصفوفة بشكل مستقيم وبأبعاد متساوية عن بعضها.

قدرات هائلة

لذا بالإمكان استخدام خط التجميع نفسه للحصول على نقانق بنفس الطول، في الصباح، ونقانق أخرى يزيد طولها بوصة مثلا في فترة ما بعد الظهيرة، وكل ما يتعين استبداله هو أكياس التعبئة وليس أجهزة الروبوت. وكذلك الأمر بالنسبة للفطائر، فيمكن رصها بصفوف قصيرة أو طويلة وفي أي عدد من الأعمدة بقليل من إعادة ضبط البرمجة.

وهذا النوع من التعبئة ذي القدرة الهائلة على التكيف لا يقتصر على نوع معين من المنتجات. ولربما بالإمكان التقاط أي شيء ووضعه في مكانه المخصص باستخدام هذه الآليات التي يمكن لها القيام بمهمات غذائية دقيقة بما في ذلك وضع نقاط خطية على الخبز قبل تسويته.

هذا، وبينما هذه المجموعات من أجهزة الروبوت ليست رخيصة من ناحية التصميم أو التركيب، فإن وجودها يتزايد أكثر وأكثر في تجهيزات الأغذية الصناعية.

وهذا النوع من الذكاء الصناعي الغريب كان واحدا من أحدث الأشياء التي نلمسها على المنتجات التي يمكن شراؤها معبأة  وهي صورة مثيرة إذا فكرت بها كلما هممت بوضعها في سلة التسوق.

عن منال شوقي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إلى الأعلى