السبت , أبريل 27 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / لايف ستايل / أخبار الصحة / 750 ألف مغربي يعانون من داء الصدفية

750 ألف مغربي يعانون من داء الصدفية

يعاني ما بين 2 إلى 4.6 في المائة من سكان العالم من داء الصدفية  (psoriasis)، حسب تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية(1) في 2013. وتعتبر الصدفية من الأمراض المزمنة، وتتخذ أعراضها شكل بقع حمراء تعلوها قشرة حرشفية(2). وتصيب الصدفية في الغالب البالغين الشباب، غير أن جميع الشرائح العمرية معرضة للإصابة بالمرض. وتتوفر اليوم علاجات ناجعة ضد هذا المرض، والتي أصبحت تستفيذ مند مدة قريبة من التغطية الصحية. ويتزامن تحقيق هذا المكتسب مع تخليد اليوم العالمي للصدفية في 29 أكتوبر الجاري.

الصدفية : آثار بدنية ظاهرة وتداعيات سيكولوجية مهمة

تتسبب الصدفية، التي تظهر في شكل بقع حمراء مكسوة بالقشرة على مستوى الأطراف البادية من الجسد، في إنزعاج مزمن لدى الشخص المصاب، الشيء الذي ينعكس بشكل كبير على وضعه السيكولوجي العام، والذي يمكن أن يعرضه إلى حالة من الاكتئاب(3). ومن جراء ذلك يتأثر السلوك الإجتماعي للمصابين بالصدفية بعمق، بارتباط مع نظرة الآخرين للشخص المصاب. وحسب نتائج دراسة فإن انعكاسات الآثار الملاحظة للمرض تؤدي في 50 في المائة من الحالات إلى ارتباك شامل في الحياة اليومية للشخص المصاب، كما أوضحت الدراسة أن المرض يؤدي في 50 في المائة من الحالات إلى  توتر في العلاقات الاجتماعية للمصاب، كما يؤثر على الحياة المهنية للمصابين في 40 في المائة من الحالات، خاصة بسبب الغياب المتكرر(4).

ويتضح من ذلك أن التداعيات السلبية للمرض على حياة المصابين تؤثر بشكل عميق على السلوك النفسي والإجتماعي، الشيء الذي برز بإلحاح الأهمية الحيوية لمعالجته.

وترى البروفيسور فاطمة الزهراء المرنيسي، رئيسة الجمعية المغربية لأمراض الجلد، أن “لمرض الصدفية تداعيات مهمة على الصحة البدنية والسيكولوجية والاجتماعية للأشخاص المصابين به. ففي غياب العلاج يتجه الشخص المصاب إلى الإختباء والإنعزال والإنطواء على الذات. فبغض النظر عن الأعراض البدنية المزعجة، يؤدي هذا المرض إلى تحطيم الثقة بالنفس، مع كل ما يعنيه ذلك من انعكاسات على الحياة اليومية للشخص المصاب“.

وقد مكنت دراسة أنجزت على الصعيد المغاربي من معرفة نسبة انتشار الصدفية في المغرب والتكفل بها. وخلصت الدراسة إلى أن عدد المغاربة الذين يعانون من هذا المرض يناهز 750 ألف شخص(5).

كما كشفت هذه الدراسة من ناحية أخرى أن عددا من المصابين لا يخضعون لأي علاج، أو أنهم يلجؤون إلى التداوي الذاتي. ومن تم فإن عدد حالات الصدفية التي يتم تشخيصها من طرف الأطباء تبقى ضعيفة، ولا تتجاوز نسبتها 15 مصابا لكل ألف شخص(5).

توفر علاجات ناجعة للصدفية

أصبح اليوم بالإمكان معالجة أعراض مرض الصدفية بفعالية ونجاعة بفضل العقاقير المتوفرة والمشمولة بالتغطية الصحية، ويمكن للطبيب المعالج أن يصف العلاج الملائم لكل مريض حسب حالته.

وتتوفر في المغرب علاجات على أساس نظير للفيتامين دي 3 (الذي يحد من توسع التفاضل الخلوي) بالإضافة إلى أحد الكورتيكويدات (المسكنة للإلتهابات). وتتوفر هذه العقاقير تحت أشكال صيدلية مختلفة يمكن وصفها للمصابين، وهي تمكن من إخفاء تام لبقع الصدفية.

من جانب آخر، وبالنظر لحجم انتشارها وآثارها على الصحة العمومية، فإن الصدفية تستفيذ اليوم بالمغرب من التغطية الصحية فيما يخص التكفل بالعلاج، الشيء الذي يجدد الأمل لدى المصابين بهذا المرض في إمكانية العيش بشكل أفضل وسط المجتمع. وتتكفل مختلف منظمات الضمان الإجتماعي العمومية والخاصة بالمغرب بالتغطية الصحية لهذا المرض.

وحسب البروفيسور فاطمة الزهراء المرنيسي فإن “هذه التغطية الصحية تأتي في الوقت المناسب، لأن المرض الذي يصيب 750 ألف مغربي لا يتم تشخصه إلا بنسبة 10 في المائة من الحالات“.

عن منال شوقي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

إلى الأعلى