التقيناه ببلاد الكنانة مصر، شخصية فذة وذات قلب كبير.. يمتلك كاريزما خاصة به تميزه عن غيره.. فنان وخبير الخدع البصرية والمسرحية .. يحب الموسيقى منذ صغره وتأثر بخاله الذي كان مخرجا تلفزيونيا ويعشق الموسيقى، فكان أحمد يذهب إليه فقط للاستماع وتذوق الموسيقى، ثم بدأ بالعزف على آلة الدرامز.
تنوعت اهتماماته بين العزف ودمج الموسيقى، وأضاف إليها الكثير من التنوع وأصبح أول من أدخل الخدع البصرية و المسرحية إلى الوطن العربي.
أول حفلاته كانت في مهرجان الموسيقى في الحديقة اليابانية مع الكينج محمد منير عام 1998 وعمره 18 عام. ليقدم بعدها أهم العروض و مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية، والتي أبرزها فيلم نور عيني، ومن مسلسلاته ولي العهد، الشك، السبع بنات،آدم،خطوط حمرا،دكتور أمراض نسا.
إنه أحمد عصام الذي استقبلنا بكل بشاشة وحب وفتح لمجلة «أسرة مغربية» قلبه في أول حوار له مع مطبوعة مغربية، كما صرح لنا بأسرار يحكيها لأول مرة في هذا الحوار..
حاورته: ماريا كمال
بداية، من هو أحمد عصام؟
أحمد عصام ممثل ويشتغل بالفاير..، في الحفلات والأفراح.. وأحمد الله كثيرا لأنني أعمل في أكثر شيئين أحبهما، وهما الثمثيل والفاير…
إن التمثيل مرآة للمجتمع، فالشخصيات التي تؤديها يجب أن تحبها حتى وإن كانت أدوار شر، فمثلا قمت بأداء دور سالك أو مجاهد، وهي شخصيات شريرة عكس طبيعتي، لكنني ألتقي بأشخاص حقيقيين، ورغم أنهم أناس «فهلوية» إلا أنني أحبهم، وعندما أنفذ دورا انطلاقا من شخصياتهم فلابد أن أضيف لمسة خاصة بي.
وماذا عن عصام الإنسان؟
مثل كل الناس.. إلا أنني عصبي، خاصة في عملي، فأنا من النوع الذي لا يحب الأخطاء في العمل، إذ لو كان 99 في المائة من العمل جيد و1 في المائة فقط سيء فإنني أركز على الواحد في المائة، رغم أن الحياة لا تعترف بالكمال المطلق، إلا أنني لا أعرف وجود الخطأ ولا أتحمله.. وهو أمر ليس جيدا على المستوى الشخصي أو حتى العملي، إذ يفقدني متعة الإحساس بالنجاح.. وأنا من الناس الذين لا يشاهدون أعمالهم عندما تعرض، لأنني أنتقد عملي وألوم نفسي على أشياء كان يجب أن أقوم بها وأخرى أتجنبها..
هل هذا الأمر هو ما يجعلك الرقم واحد في مجالك؟
أولا، لا أحب الحديث عن الرقم واحد، ولا أسعى لذلك و لا أحبذ معرفة موضعي وترتيبي.. وأركز فقط على عملي والسفر والتعلم والدراسة، والسعي للقيام بما هو أحسن..
تحدثت عن العصبية، من يستطيع امتصاص غضب عصام؟
الأشخاص المحيطون بي في العمل، حيث صاروا يعرفونني جيدا، كما أن عصبيتي محدودة ولا تدوم طويلا، فسرعان ما أهدأ وأعود لحالتي الطبيعية، كما أن عصبيتي من خوفي على العمل، وعلى من حولي وليست عصبية بدون سبب، وهو أمر طبيعي..
من هم أقرب الناس لعصام؟
لله الحمد لدي أصدقاء كثر، وليس لي شخص محدد، ومن الوسط الفني هنالك منير (أبي)، وتامر حسني، وأحمد شامي (واما)، أنا بطبيعتي أحب الناس، ومن حسن حظي أن الأشخاص الذين اشتغلت معهم كلهم أصدقائي من عمرو دياب ، محمد منير، حماقي، حمادة هلال أو أحمد السقا… معظمهم كانوا أصدقائي قبل أن نشتغل معا، وأرى أن من المهم عند الاشتغال مع أحد ما يجب أن يكون بينك وبينه كمياء و صداقة لكي تبدع وتعمل، لأن الفن ليس تجارة، وإن فكرت بهذا المنطق لن تبدع.
يشاع أن بينك وبين تامر حسني مشاكل.. هل هذا صحيح؟
إطلاقا، فقبل أن ألتقي بك كنت أتكلم معه على الهاتف.. تامر أخي وكل ما يروج مجرد إشاعة…
لكننا لاحظنا غيابك معه في حفلاته الأخيرة ؟
أنا لا أستطيع إخبارك عن تواجدي في حفلة ما ومع من.. لأن ذلك يبقى كله عمل.. أما الصداقة فأمر آخر، ولا يجب خلط الأمرين..
اشعلت مؤخرا فقرتك الفنية في حفل «احتفالية فريق المقاتلين» بالألعاب النارية وقدمت «شو» مميزا نال إعجاب الحضور.. حدثنا عن ذلك..
فعلا لقد قمت بعمل شو قوي، والمكان أيضا كان ممتازا وساعد كثيرا، حيث أخدنا قطعة أرض خالية وبنيناها.. المكان يفرض علينا طبيعة محددة للشو.
لماذا لا تقوم بشو بالمغرب؟
جئت للمغرب ثلاث أو أربع مرات، وكنت مع تامر، لكنني لم أقم بشو خاص بي وحدي، وأتمنى ذلك، لكن لحد الآن لم أتلق عروضا.. وأنا كسول جدا بخصوص الدعاية لي أو فرض نفسي على مديري المهرجانات..
بدأت عملك في المؤثرات ضوئية، ثم انتقلت للشو، كيف ذلك؟
أولا هي خدع بصرية ومسرحية، وسأخبرك بشيء ربما لم أصرح به لأحد من قبلك، معظم حياتي صدف، حيث لم أرتب لشيء في حياتي وهذه المهنة أي «الفايروركس» لم تكن موجودة في قاموسي، لكن الصدفة هي من جعلتني أدخل هذا المجال.. وحتى التمثيل، فالصدفة لعبت دورا كبيرا فيه، وأنا وتامر أصدقاء، اقترح علي عمل شيء، فقمنا ب» نور عيني» فنجحت، ثم أكملنا أعمالا أخرى..
ومنذ صغري وأنا أرى حلما يتكرر، أرى فيه مهرجا ينظر من النافذة يضحك ويخرج منه النار… كل طفل يرى هذا الحلم يجده كابوسا مخيفا.. لكنني لم أكن خائفا منه، واليوم تحقق، فالعديد من وصلات الشو الذي أقوم به أنفث النار.. لذا أؤكد على الصدفة، إلا أن الله سبحانه وتعالى جعل لكل واحد منا عملا عليه القيام به في حياته، وكل شخص عليه معرفة طاقاته وما يمكنه أن يبدعه في حياته لينجح.
“يبدأ الفن بالتقليد و ينتهي بالإبداع ” ما رأيك بهذه المقولة؟
أولا هناك نوعان من التقليد، فيمكن أن تشاهد فكرة وتعجبك، وتبدأ بالاشتغال عليها وتطويرها، لكن أن تأخذ الفكرة كما هي فموضوع آخر… لكن نحن لا نعمل هكذا فالتقليد هو ما نجيده في وطننا العربي، حيث لو فتح أحد مقهى ونجح يأتي الآخرون ويقلدونه ويفتحون مقاهي بجانبه.. لكن الأصلي يظل دائما أصلي والتقليد دائما تقليد، لأن الأول دائما يطور من نفسه والثاني يظل يقلده، وبالتالي يفضل تابعا له..
هل ” فايروركس ” اوصلك للتمثيل او العكس؟
قلت لك سابقا إن الصدفة هي من أوصلتني، كما أن «الفارويكس» خدم أحمد عصام الممثل، وأحمد عصام الممثل خدم «الفايرويكس»، وفي المحصلة الإثنين هما فن.
طموحك في التمثيل وطموحك في «الفايروركس»؟ وهل تطمح للعالمية؟
في «الفايروركس» لا توجد كلمة عالمية، فالسوشيال ميديا جعل كل العالم مكانا واحدا، كما أنني صرت أعرض في مدن عالمية كفرانكفورت وصاروا هم يعرضون أيضا عندنا.. أما التمثيل فأنا أرى أنك إن نجحت في وطنك العربي فهذا هو النجاح، أما أن تنجح في أمريكا مثلا فهل سيترجمون أفلامك، وهم عندهم أفلامهم التي تنتجها هوليود، فلا تحاول التركيز في شيء ليس منطقيا..
هناك أعمال عديدة منها مسلسل «بيت السلايف» وفيلم «سوء تفاهم»، الذي كتبت فكرته..
عند زيارتك الأخيرة للمغرب، كيف وجدته؟
وجدت أن المغاربة وشمال إفريقيا عامة، يفهمون في الموسيقى والفن عموما، فمثلا «موازين» عندكم لما أتابعه أقول لماذا لا نعمل مثله في مصر… فعندما يأتي المهرجان بأسماء كبيرة مثل شاكيرا وبيونسي.. فالشعب كله ينتظر موعد هذا الحدث الكبير من السنة للسنة.. كما أحب ملك المغرب، الذي هو من يشرف على سياسة الحكومة، حيث يعرف كيف يسعد شعبه، أيضا المغاربة راقيين في لباسهم وشوارعهم نظيفة… كما أن المغرب بلد الأمن، وهذا ما يجعلني أحب هذا البلد..